الرسالة نت – صلاح أبو شمالة
تتكدس أنواع الفاكهة بشتى ألوانها الطبيعية في واجهات المحلات، خاصة التفاح والموز، الفاكهتين اللتين أعتاد المواطن الفلسطيني على تقديمهما كهدايا، وبالمقابل احتلتا المرتبة الأولى في الأسعار.
ورغم أن قطاع غزة اشتهر بزراعة الحمضيات، إلا أن التجريف الممنهج الذي اتبعته قوات الاحتلال للأراضي المزروعة بالحمضيات اضطر الغزيين لاستيرادها من مصر.
يقول نواف حمودة وهو صاحب محل للفاكهة: "يغلب طلب الزبائن على التفاح والموز لما اعتادت عليه الناس قديما، والآن الفاكهة تشهد غلاء متقلبا بين الفينة والأخرى بسبب سياسة إغلاق المعابر المتكررة، ما يجعل الطلب كبيرا والعرض اقل.
ويشير حمودة إلى "أن الحمضيات التي كانت تأتي من مصر عبر الأنفاق كانت تواجه قلة في الطلب لعدم جودتها ومقارنتها بالحمضيات الفلسطينية التي ذهبت بيّاراتها بعد تجريفها"، موضحا أنه في العام الماضي كان كيلو العنب 7 شواقل وعندما تم فتح المعابر أصبح الكيلو 3 شواقل بعد السماح بدخول عنب الخليل وأراضي الـ48".
ويلفت الفكهاني حمودة إلى أن نسبة الغلاء زادت عما قبل الحصار حوالي 20% حسب تقديراته، وتظل هذه النسبة في زيادة مع استمرار إغلاق المعابر".
وأشار إلى أنه قبل الحصار والإغلاق كان يتم إدخال الفاكهة من "الأرض المحتلة" في مخالات كبيرة، وكانت الأسعار مناسبة للتجار وللمستهلك الفلسطيني، مضيفا: "ولكن بدعوى الأمن أصبحت الفاكهة تأتي داخل صناديق كرتون لا تتعدى العشرة كيلو جرام، ليصبح الأمر سهلاً عليهم في إجراءاتهم الأمنية كما يدعون".
ويقول المواطن أبو محمود عامر:" أسعار الفاكهة كل يوم في زيادة. التفاح أصبح بستة شواقل والموز بخمسة شواقل للكيلو" مشيراً إلى أنه قبل أسبوعين كان سعر كيلو التفاح والموز لا يتجاوز ثلاثة شواقل.
واردف عامر قائلاً: "كنت في السابق اشتري فاكهة كل شهر ثلاث مرات أما الآن وبسبب الغلاء اشتري الفاكهة مرة واحدة في الشهر".
ويعتبر مناخ قطاع غزة غير ملائم كثيراً لزراعة الفواكه وخاصة الموز والتفاح" كما يقول مدير التسويق والمعابر في وزارة الزراعة المهندس تحسين السقا، مشيراً الى "أن غزة تستورد سنوياً 40000 طن من الفواكه 10000 منها تفاح و10000 موز والباقي فواكه متنوعة، منها 1000 طن من عنب الضفة.
واضاف السقا "أن الغلاء مرتبط بالمعابر وسياستها ومواسم قطف الفاكهة ونحن على وشك اقتراب موسم اللوزيات والفاكهة الصيفية، وحين تكون الفاكهة في موسمها تختلف الاسعار لصالح المواطن"، مشيرا إلى ما يدخل قطاع غزة يمثل 50% من حاجته.
أما مازن عوض فيقول :" أكتفي بشراء الخضار وما يلزم البيت، لأن شراء الفاكهة يحتاج خمسين إلى مائة شيكل، وهذا مبلغ يصرف على البيت لمدة أربعة أيام خاصة أنني عامل في مصنع".
أما صاحب محلات الفواكه في وسط البلد معين شعت يقول: "عدد الزبائن يتقلص يوما بعد يوم، وأصبحت أيام الشهر الأولى هي التي تشهد حراكا في البيع والشراء، لأنها موعد صرف الرواتب، أما بعد أيام فتنتظر الزبون كأنك تنتظر العيد".
ونوه شعت إلى أن الغزيين يفضلون شراء الهدايا من حلويات وبسكويت لرخص ثمنها (10 شواقل) مقارنة بالفواكه، (20 شيقلا)، مضيفا: "سياسة المعابر وطول الانتظار تكلفنا كثيرا وخاصة وان التجار يرفعون الأسعار لتغطية تكاليف الانتظار والإدخال وشحن البضائع، وبسبب عدم انتظام العرض".
