تقاربت أقوالهم

عندما بدأت الثورة التونسيه اتَُهم الشعب الثائر بالارتباط بجهات خارجيه ، و ان وسائل

الاعلام تضخم الاحداث ، و تعكر صفو الامن ، و تثير الناس . و خلال الثورة المصرية

زاد النظام على ما ذكر بأن الاخوان هم المحركون و ان سقوط النظام يعني الفوضى و سيطرة

الاخوان . و زاد القذافي على كل ذلك بأن وراء الثورة منظمات " ارهابيه" ، و ان شباب الثورة

يتعاطون حبوب الهلوسة و المخدرات . بينما الرئيس اليمني زاد على كل ما ذكر بأن سقوطه

سيقسم البلاد الى شمال و جنوب ، و ان الثوار سيتناحرون بعد سقوطه . و الآن في سوريه

يعتب النظام على وسائل الاعلام ، و يصف الثوار بالارهابيين الذين يعملون لقوى خارجيه ،

و انهم مسلحون و لديهم اموال و غير ذلك من الاتهامات ، طبعا مع الاخذ في الاعتبار الاتهام

الجاهز للاخوان ، خصوصا ان هناك تجربة مريرة اوائل الثمانينات في سورية و في مدينة

حماه على وجه الخصوص . الغريب في كل الانظمه انهم يفطنون للاصلاحات في خضم الثورات

و يكتشفون الفساد و الرشوة و استغلال المناصب الحكوميه ، و يتذكرون القمع و المعتقلين ، و هذا

بالضبط ما تذكره الحكام في سوريه و في غيرها من البلدان التي تشهد انتفاضات شعبيه و التي لم

يصلها الدور بعد . تذكر النظام السوري قسوة الحياة لدى الشعب السوري ، خصوصا اولئك الفقراء

من ابناء درعا الذين يهاجرون زرافات زرافات للبلدان المجاورة للعمل في نصف سعر العامل المحلي .

يبتعدون عن عائلاتهم و يفترشون الشوارع في البلاد التي يهاجروا لها ليعملوا في الاعمال الشاقة

" العتالة و صب الباطون " .جزء كبير من تلك الفئة الفقيرة التي تعمل في هذه الاعمال الصعبه

هم من اصحاب الشهادات العاليه ، و اصحاب الحرف الذين لم يتمكنوا من العمل في بلدهم .

الم يتذكر النظام في سوريه ان هناك قانون طوارئ ، يسمح باعتقال المدنيين و محاكمتهم محاكمات

عسكريه . الم يتذكر ان الحزب العلماني الحاكم يحكم بالحديد و النار ، و ان الحريات تنحصر

لافراد الحزب و عائلاتهم . الا يعلم بإستشراء الرشوة و الفساد ، و التعامل بقسوة و حقد

في المعتقلات . او لا يعرف بآلاف المفقودين من ابناء الشعب السوري و الفلسطيني و اللبناني ؟

الا يتذكر هذا النظام ان الرئيس جاء بالعوبة كبيرة ، حيث ورث الحكم

بعد ابيه ، و عُدل الدستور من اجله ؟؟ لماذا تتهم جهات خارجيه فيما المشكلة داخليه ؟ لماذا

يلومون وسائل الاعلام ، فهل يريدون تكرار مجزرة حماه من جديد دونما صوت ، ام يريدون

اعادة تكرار مجزرة سجن تدمر دون ان يعلم بها احد ؟! يجب ان يتعلم هولاء الاشقياء الذين

لا يحكمون بما انزل الله و يظلمون الناس ، انهم سيواجهون شعوبهم يوما ما ، و ان الصبر

لا بد سيصل الى نهايته ما لم يتم التغيير الحقيقي القائم على العدل و احقاق الحق