ماهر الصديق عضو جديد
عدد المساهمات : 31 نقاط : 79 تاريخ التسجيل : 01/02/2011
| موضوع: الام.. قصة قصيرة 2011-03-20, 10:31 pm | |
| [SIZE="4"] كلما تذكرت يده المرفوعة ليصفعها ذرفت دمعا سخيا ، و قالت:
اللهم اهده الى صراطك المستقيم ، اللهم اني سامحته فسامحه و اغفر له .
كانت ترفع يديها عاليا و تدعو و كأنها تريد ان تؤكد لنفسها انها لا تحمل
في نفسها شيئا عليه . الاخبار التي تردها من بلد الاغتراب لا تطمئن .
لو كان الامر بيدها فهي لن تتردد من الذهاب حالا ، حتى تكون بجانبه في ظروفه
الصحية الصعبة التي يمر بها . انها مستعده لتحمل قساوة الكلام ، و تحمل ظلم زوجته
التي تكرهها بلا سبب وجيه ، و لا تحب ان تراها او تدع اولادها يرون جدتهم .
بقيت تحمل حقدا على حماتها لانها كانت تعارض زواجه منها . قالت لابنها
يوم اخبرها بنيته خطبة وداد : لا يا بني ، لا تقترب من تلك العائله .
لسان امها طويل ، ابوها رجل متهور و شاذ ، سمعة اخوتها ليست على
ما يرام . هناك مئات الفتيات الطيبات الخلوقات الجميلات من حولنا ،
اختار واحدة منهن و انا اذهب لخطبتها . لكنه اصر على وداد ، كانت اسما
على غير مسمى . لم تحمل من الوداد سوى الاسم . كانت تحرضه على امه
و اخواته . قاطعهن لسنوات قبل ان يسافر . عندما حاولت الام زيارة ابنها
شتمتها وداد ، و حرضت زوجها على امه ، فشتم امه و دفعها الى الارض .
لكنه قلب الام الذي غلَّب العاطفه ، و آثر التسامح .
انه ابني الوحيد ،
لا اقسى عليه مهما ظلمني ! و سأظل ادعوا الله له بالمغفرة و الهدايه . كانت دائما
تستحضر تلك المعاني و تردد تلك الكلمات . جفاء السنين و قهر المسافات،
و ذاكرة الكلمات النابيه و التهجم عليها و ركلها و دفعها الى الارض مرات و مرات ،
لم تجعل قلبها الرقيق يقسو عليه . بقيت بحالة شوق له و لاولاده
و حتى لزوجته التي كانت تحرضه عليها .. ليتني اراه لمرة واحده قبل ان اموت .
ليتني اموت قبله ، أو امتع نظري به متعافيا ، آه .. يا الله ... يا الله ...
كانت الايام و الشهور تمر كعقود و قرون . لم يهدأ لها بال منذ ان وصلتها اخباره .
كلما قدم واحد من تلك البلاد تذهب لتطمئن عليه . كثير منهم لا يعرف عنه شيئا
لانه منعزل عن ابناء بلده في الغربه ، بمن فيهم ابو الوليد و اسرته ، بالرغم من
صلة القربى بينهما ، و بالرغم من ان المسافة قريبة بين منزلهما في الغربة.
لكنه صد امامهم كل مبادراتهم للتواصل ،
فقرروا اخيرا الابتعاد عنه و عن طبائعه السيئه . كانوا يسمعون
بأن صحته تتدهور ، و ان ابنائه قد انحرفوا ، و علاقاته الاسريه غير مستقره
مع زوجته و ابنائه . كان اولاد ابو الوليد يقولون ان
التلاميذ و الاساتذه لا يحبون اولاده لخشونة طبعهم و سوء مسلكهم .
عندما وصلتها اخبار جديده بأن ابنها في المستشفى يصارع الموت ، و أن
زوجته و اولاده لا يهتمون به ، انهارت ، بقيت لايام دون طعام او شراب .
كانت الاورام تنهش جسده الذي اصبح هزيلا . كان بأمس الحاجه لمن يقوم
بمساعدته بعد ان تدهورت صحته فينظر حوله لا يجد احدا . شعر لاول مرة
منذ سنين طويله بحاجته لامه ، لشقيقاته ، للقلوب الحانيه الشفافه . تمنى
لو يموت تحت قدميها . لو يقبل يديها و يطلب منها السماح . عادت به
السنين الى الوراء ، تخيل امه امامه بإبتسامتها الهادئه ،تمسح بيديها على
رأسه ، تقبل خديه ، تغسل ملابسه ، اشتاق للطعام الذي تصنعه ، لكأس
شاي من يديها . تذكرها تنهض في منتصف الليالي البارده تغطيه و تدفئه .
تقرأ سور القرآن واضعة يدها على جبهته كلما شعر بألم في رأسه .
تخيلها امامه بثيابها البيضاء الجميله، و النور يتوهج من وجهها .
سمع هاتفا بصوتها يقول : اللهم ارضى عنه ، لقد رضيت عنه .
تشهَّد و صدى صوتها لا زال يتردد في غرفة الانعاش :اللهم ارضى عنه
لقد رضيت عنه . بينما كان الاطباء يحاولون اسعافه دون جدوى .
كانت الام محاطة ببناتها و معارفها تردد كلمات غير
مفهومه و تلفظ انفاسها الاخيره .
[/SIZE] | |
|
ابا محمد المدير العام
عدد المساهمات : 794 نقاط : 1767 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 الموقع : منتديات شهداء فلسطين
| موضوع: رد: الام.. قصة قصيرة 2011-03-22, 9:30 pm | |
| حسبنا الله ونعم الوكيل مشكور اخي ماهر على القصة | |
|
عطر الشهادة عضو فضي
عدد المساهمات : 541 نقاط : 878 تاريخ التسجيل : 06/04/2011 العمر : 30 الموقع : https://sohadah-falsten.yoo7.com
| موضوع: رد: الام.. قصة قصيرة 2011-04-09, 1:17 pm | |
| | |
|
زعيم السوارحه مشرف عام
عدد المساهمات : 203 نقاط : 249 تاريخ التسجيل : 23/04/2011 العمر : 25 الموقع : https://sohadah-falsten.yoo7.com/
| موضوع: رد: الام.. قصة قصيرة 2011-04-27, 3:32 pm | |
| | |
|
أبو حمزة العسقلاني مشرف
عدد المساهمات : 236 نقاط : 319 تاريخ التسجيل : 14/07/2011 العمر : 28 الموقع : السوارحة
| موضوع: رد: الام.. قصة قصيرة 2011-09-07, 8:16 pm | |
| جزاك الله خيرا وكثر الله من امثاك | |
|