لا ادري كيف انسق الكلمات بحضرة هذه الام الفلسطينيه .
كلما امسكت قلمي لاعبر عما بداخلي ، سقط القلم و غابت
الكلمات . اكاد لا اعرف الكتابة و انا الذي تمرست عليها منذ سنين .
ماذا اقول : هل أشكرها لانها تثير في داخلي ثورة في حب الارض .
أشكر الوطن الذي انجب لنا مثل هذه الامهات . أم أشكر شجرة
الزيتون المباركه التي الهمتنا حب الارض و نبات الارض ؟؟؟
هل اهنئ المصور الذي قدم لنا المشهد ، أم اهنئ نفسي بهذا الانتماء ؟
تتداخل الاشياء كلها ، تتبدل المشاهد و تغادرنا الى غير رجعة ...
و يبقى مشهد تلك الام و هي تحتضن شجرة الزيتون ، التي قطعتها
الايادي الملوثه بالاحمر ، و القلوب التي تكره الاخضر و تضاريس الطبيعة.
لقد جاؤوا من بلاد لا تعرف معنى ان يتمسك الفلاح بأرض اجداده .
قدموا من بلاد لم تدرس علاقة المزارع بكرمه و لون تربته و صفاء قريته .
لم يعرفوا ان الزيتونه ترتوي من عرق الفلاح و من دموعه .
و انه يعتني بالشجرة كما يعتني بأولاده . فكيف يقطعون هذا الوريد
الفلسطيني .. كيف يسلبون الروح من الجسد .. كيف يراكمون
الثورة في صدورنا ؟
لكنه المارد الفلسطيني الذي ترتفع هامته كلما ازدادت المصاعب .
كلما قطعوا زيتونة يتجذر في الارض و يزرع العنفوان و العزة .
ان هذا القادم الدميم يعرف متيقنا ان اليوم آت . اليوم الذي ينسلخ من هذه الارض .
فيا اعداء الزيتون .. اعداء الانسان .. اعداء خالق الزيتون و الانسان .
نحن نعرف ان مشهد هذه الام الفلسطينية يرعبكم . كما هو مشهد الحجر
في يد الطفل الفلسطيني ، انصرفوا بعيدا عن زيتوننا و اتركونا نحب
الارض كما نريد، ابتعدوا حتى نستمتع بهواء الوطن العليل . اتركونا نعيش
هذا العشق الابدي للشمس عند شروقها على مروجنا الخضراء .
و دعونا نغني للقمر الجميل فوق روابي فلسطين .