عطر الشهادة عضو فضي
عدد المساهمات : 541 نقاط : 878 تاريخ التسجيل : 06/04/2011 العمر : 30 الموقع : https://sohadah-falsten.yoo7.com
| موضوع: لماذا تعاظمت دافعية " إسرائيل " للعدوان 2011-04-15, 3:51 pm | |
| من الأهمية بمكان أن تلم المقاومة الفلسطينية بالاستنتاجات الإسرائيلية للمواجهة الأخيرة في قطاع غزة والتي انتهت بالعودة للتهدئة غير المعلنة مرة أخرى. وتنبع خطورة هذه الاستنتاجات بشكل خاص من حقيقة إن "إسرائيل" ستخطط للمواجهة القادمة بناءً عليها.
وفي حال لم يتم الالتفات لهذه الاستنتاجات، فإن المقاومة سترتكب خطأً كبيراً سيكلفها وسيكلف الشعب الفلسطيني الكثير في قادم الأيام، بغض النظر عما إذا كانت هذه الاستنتاجات صحيحة أم لا. ومما لا شك فيه أن أهم استنتاج توصلت إليه القيادة الصهيونية هو أنه بات بوسعها التصعيد ضد المقاومة في غزة في المستقبل وقتما ارتأت أن ذلك يخدم مصالحها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي دفع صناع القرار في "تل أبيب" للتوصل لهذا الاستنتاج؟
أولاً: إعادة تقييم خطر الصواريخ
تأخذ النخبة الحاكمة في الكيان الصهيوني دائماً بعين الاعتبار سلامة الجبهة الداخلية الإسرائيلية قبل أي قرار بالتصعيد ضد قطاع غزة، بمعنى أنها تسعى ألا تؤدي أي مواجهة مع المقاومة الفلسطينية للمس بالمستوطنين والمستوطنات والمدن، والمرافق الحيوية والإستراتيجية التي تقع في محيط قطاع غزة، ومما لا شك فيه أن مصدر الخطر الكبير الذي يهدد هذه المستوطنات والمرافق هو الصواريخ التي تطلقها المقاومة. ولكن "إسرائيل" تقول أنها سجلت في المواجهة الأخيرة إنجاز " هائل " تمثل في نجاح المنظومة التكنولوجية المضادة للصواريخ المعروفة بـ " القبة الحديدية " في إسقاط عدد كبير من الصواريخ التي أطلقت صوب مدينتي بئر السبع وعسقلان. وحسب صناع القرار في "تل أبيب" فإن هذا التطور يمنح المستوى السياسي الإسرائيلي هامش مرونة كبيرة في المستقبل لاتخاذ قرار بالتصعيد ضد المقاومة في غزة بشكل مريح، حيث إن المؤسستين السياسية والأمنية باتت تدرك أن نجاح " القبة الحديدية " يعني تضاؤل فرص المس بالتجمعات السكانية الاستيطانية الكبيرة في محيط القطاع. من هنا فقد تعاظمت الدعوات داخل "إسرائيل" لبناء المزيد من منظومات " القبة الحديدية " من أجل تأمين أكبر قدر من المستوطنات والمدن والمرافق في محيط القطاع، وذلك لمنح صانع القرار السياسي القدرة على إصدار تعليمات بالتصعيد بشكل كبير في الوقت الذي يرى إنه مناسب "لإسرائيل". قد يكون هذا الاستنتاج مبالغ فيه على اعتبار إن المقاومة لم تستنفذ كل طاقتها في إطلاق الصواريخ، وقد يكون عدد الصواريخ التي أطلق دفعة واحدة قليل نسبياً، لكن على كل الأحوال هكذا قرأت "إسرائيل" الواقع.
تحقيق أهداف غير معلنة
من الواضح أن "إسرائيل" استغلت التصعيد الأخير لتحقيق أهدافا معدة سلفاً وليس لها علاقة بالرد على عملية إطلاق القذيفة المضادة للدروع على الحافلة القرب من كيبوتس سعد، فقد تم اغتيال مقاومين بناءً على علاقتهم بعمليات سابقة للمقاومة، حسب الزعم الصهيوني. وهذا يعني إنه يمكن أن تتوفر لدى "إسرائيل" معلومات استخبارية محددة حول هدف ما، وبالتالي تدفع نحو التصعيد، لتقوم بضرب هذا الهدف، وهذا تكتيك إسرائيلي تقليدي، كما تدلل على ذلك مسارات المواجهات السابقة. ومن نافلة القول أن "إسرائيل" سعت خلال المواجهة الأخيرة لاستعادة عامل الردع في مواجهة المقاومة، الذي ترى أنه تآكل إلى حد كبير
استغلال فرقة المقاومة
إن أهم عامل يحرص الكيان الصهيوني على توظيفه لصالحه هو فرقة المقاومة الفلسطينية وغياب البرنامج الموحد، فإن كانت "إسرائيل" باتت تدرك إنه سيكون من السهل عليها في المستقبل المبادرة للتصعيد ضد المقاومة، فإن أكثر ما يخدم مخططها هذا هو أن يبادر فصيل فلسطيني أو أكثر بالانفراد بالقيام بعمل عسكري ما، تتخذه "تل أبيب" مسوغاً لشن عدوان جديد على القطاع. للأسف الشديد، فإن الصهاينة يعون تماماً حجم التباين في رؤى وبرامج حركات المقاومة، والمناكفات بينها، سيما على صعيد العمل المسلح وظروف اللجوء إليه.
حماس تدفع الفاتورة الرئيسية
ليس فقط على الصعيد الدعائي، بل على الصعيد العملي، أوضحت "إسرائيل" بشكل لا يقبل التأويل أن حركة حماس بوصفها الطرف الذي يتولى حكم وإدارة شؤون القطاع هي التي ستدفع الثمن الأكبر رداً على أي عمل تقوم به الحركة نفسها أو غيرها من الحركات، وذلك لدفع الحركة وحكومتها للانشغال بالاتصال بالفصائل من أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار من جديد. وهذا الواقع يفسح المجال أمام "إسرائيل" لاستغلال التصعيد لتحقيق أهداف محددة سلفاً، وفي نفس الوقت تدرك "تل أبيب" إنه سيكون للجانب الفلسطيني مصلحة في التوصل للعودة لقواعد التهدئة السابقة.
الحسم قبل استقرار الأوضاع العربية
تعي "إسرائيل" أنه ليس من مصلحتها شن حملة برية واسعة على قطاع غزة بسبب الخوف من تداعيات مثل هذه الحملة على الرأي العام العربي، علاوة على إن تراجع مكانة "إسرائيل" الدولية يجعل من شنها مخاطرة غير محسوبة. لكن في المقابل، فإن "إسرائيل" معنية تماماً بإلحاق أكبر ضرر بالمقاومة الفلسطينية قبل استقرار الأوضاع في العواصم العربية المشتعلة، حالياً، سيما في مصر. فصناع القرار الصهاينة يدركون أنه عند استقرار الأوضاع في الدول العربية التي تخلصت من النظم الديكتاتورية سيكون من الصعب جداً على "تل أبيب" ضرب غزة، وتفترض "تل أبيب" أنها ستواجه عند ذلك تحديات أكثر جدية من التحدي الذي تمثله غزة، وبالتالي فإن المنطق الإسرائيلي يقول إنه يتوجب إلحاق أكبر الأذى بالمقاومة الفلسطينية قبل عودة الأمور في العالم العربي لطبيعتها.
خلاصة
بغض النظر عن دقة الاستنتاجات الصهيونية، فإنه يتوجب على حركات المقاومة استخلاص العبر المطلوبة، وعليها أن تدرك أن التحولات الهائلة في العالم العربي قد وضعت "إسرائيل" في مأزق كبير وخطير، وهي باتت تدرك أن الأسوأ لازال أمامها، وهي بالتالي معنية بإلحاق أكبر الأذى بالمقاومة الفلسطينية قبل أن ترسو سفينة الثورة العربية على بر الأمان.
يتوجب على المقاومة عدم الانجرار للمخططات الإسرائيلية بحال من الأحوال، وهي مطالبة بإنهاء حالة الفرقة العبثية بين مكوناتها، ويجب الانطلاق في العمل المقاومة استناداً إلى رؤية مشتركة. صحيح أن الفصائل ذات مشارب فكرية وانتماءات سياسية متباينة، لكن هذا لا يبرر بحال من الأحوال منح الصهاينة الفرصة لاستغلال هذه التب اينات في تحقيق مخططاتهم. | |
|
ابا محمد المدير العام
عدد المساهمات : 794 نقاط : 1767 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 الموقع : منتديات شهداء فلسطين
| موضوع: رد: لماذا تعاظمت دافعية " إسرائيل " للعدوان 2011-04-15, 9:40 pm | |
| جزاك الله خيرا على المتابعة
| |
|