رسالة الى احفاد الشهيد عمر المختار

ظهر في الايام الاخيرة تطور نوعي في وحشية النظام الليبي ، و اسلوب قتاله

بإستخدام كافة انواع الاسلحة الجوية و البرية و البحرية في محاولة لتحقيق مكاسب

على الارض . الاغلب ان نظام العقيد و ابناءه قد نالوا نوعا من الدعم الخارجي و بالاخص

من دولة الاحتلال الصهيوني . و ما يدل على هذا ورود انباء عن زيارة خاطفة لنجل العقيد

" سيف الشيطان" الى الكيان الصهيوني . و ما تبعها من تصريحات للعقيد بأن زوال نظامه

سيشكل خطرا على دولة الاحتلال . و من ثم تصريحات ابنه بأن لا مشكلة عندهم مع

الصهيونية و ان الاولوية عندهم هي في ضبط الاوضاع الداخلية قبل اقامة العلاقات مع

دولة الاحتلال . ان التصريحات التي يطلقها العقيد و نجله تدل على وجود عامل جديد ،

و كل هذا لا يغير من الامر شئ ، لكن مع تغيير في ادارة المعركة من قبل الثوار . يجب

على الثوار ان يعرفوا ان معركتهم حاسمة لا تراجع فيها ، و ان المعركة فرضت عليهم فرضا

من دكتاتور حكم اكثر من اربعة عقود ، و هذا الاخير قال في غير تصريح انه لن يتراجع

لو ادت المعارك الى سقوط مئات آلاف الضحايا . و قال ابنه انهم سيعيدون البلد الى العصر

الحجري قبل سقوطهم ، و كأن ما تم بناؤه على مدى اربعين عاما كان بفضل القذافي و ليس

بأموال و سواعد الشعب الليبي . ان النظام الذي يقاتله الشعب الليبي هو نظام دموي و سفاح

و لا يتردد في ارتكاب مجزرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا . كذلك فهو و اركان نظامه تنقصهم

الحكمة و يفتقدون الى العقل و الاتزان ، و من هنا يجب ان توضع الامور في نصابها بأنها

معركة حقيقية " كسر عظم " ، لا حل وسط فيها . و ارى من واجبي الديني و الاخلاقي

و القومي ان الفت نظر الاخوة الابطال من احفاد عمر المختار الى بعض الملاحظات ،

رغم اني لست عسكري و لا باع لي في هذا العلم ،الا ان الظروف التي مرت علينا نحن

ابناء فلسطين قد اكسبتنا بعض التجارب . و اني ارى الجسارة و الاباء و الاصرار لدى الاخوة

ابناء الشعب الليبي ، مع نقص في التنظيم ، مما يشكل خطرا على الارواح و المعدات

و يؤخر في تحقيق الانتصار . و لقد وضعت بعض الملاحظات التي لمحتها في مشاهدتي

لاخبار المعارك ،و يعلم الله اني اضعها هنا من باب الحرص ، فدمنا واحد و مصيرنا واحد :

1- ضرورة تنظيم الصفوف العسكرية في مجموعات يقودها الاكفأ و الاعلم .

2- الاعتماد بشكل كبير على حرب العصابات و العمليات الفدائية خلف الصفوف

لضرب التجمعات و انهاك العدو و جعله دائما في مواقع الدفاع و ليس الهجوم .

و هذه تعتبر بتقديري اهم ما يجب ان يكون لاستنزاف القوات المعادية .

3- عند السيطرة على المدن و البلدات و المواقع الجديده ان يبدأ فورا بتعزيز القوات

ووضع الخطوط الدفاعية الاولى و الثانية و الثالثه و اقامة المتاريس و الخنادق .

و تهيئة الاجواء الدفاعية لاي عمليات هجوم مضادة .

4- عدم التجمع للاشخاص و الاليات حتى لا يتحولوا صيدا سهلا لطائرات القذافي

و مدفعيته ، و من اجل الحفاظ على الارواح و المعدات .

5- استخدام الحرب النفسية من خلال محطات الاذاعة و المنشورات و كل وسائل

الاعلام المتاحة لتثبيط العزائم عند العدو ، و حتى يحدد المترددين في مليشيات

القذافي موقفهم الى جانب الثورة .

6- تدعيم المدن و المواقع الضعيفة بالقوات من اجل الدفاع عنها حال تعرضها لهجوم .

و اقامة نوع من التنسيق و الربط بين كافة المواقع بحيث يشد الواحد ازر الآخر .

7- تدعيم خطوط الدفاع في المدن المحرره كبني غازي و مصراته و البيضاء و درنه

بإقامة المتاريس و الدشم خارج المدن ، و اقامة المتاريس في الابنيه المواجهة كخطوط

دفاعية خلفية ، و تحديد اماكن محتملة للهجوم بوضع شبان شجعان مع اسلحة مضادة للدروع

في مناطق المواجهة . و عدم اهدار الرصاص في غير ضرورة .

ان ثبات الثوار امام القوات المعادية يحقق النصر و يفرض عليها التقهقر ، لان الطائرات

لا تحسم معركة بل الذي يحسم المعارك هو الفدائي و المقاتل الذي يدافع عن حرية بلده

و مستقبلها . و اذا استعان القذافي بمرتزقة و متخصصين صهاينه فإن المرتزق حريص

على نفسه و لن يعرض نفسه للخطر من اجل حفنة من المال . و الصهيوني استخدم

كل آلته الحربيه في لبنان و غزة و لم يحقق اي مكسب عسكري ، و الصهاينه يعرفون ان

المقاتل العربي و المسلم اذا امتلك العقيدة و الارادة فلن يغلبه احد على وجه الارض .