العقيد و لعبة السياسة

[size="3"]

كنت على سذاجتي قبل الاحداث الاخيرة اعتقد ان العقيد "ملك الملوك و امير المؤمنين"

غبي لا يدري ما يريد و ماذا يقول . و كنت اذا قادتني الصدفة العمياء و حب الاكتشاف

لسماع خطاب رنان ، لا اول له و لا آخر، و لا معنى له و لا قيمة ، ينتابني الضحك كأني امام

ممثل فكاهي بارع .. ثم اجهش بعد لحظات قليلة فتختلط دموع الفكاهة مع المأساة . دموع

متسائلة : كيف يتمكن رجل مهووس شهرة من قيادة شعب ، رجل لا يفقه من الاشياء الا ما تسول له نفسه ،

لا يعرف قيمته الحقيقيه ؟! يخال لنفسه انه يمتلك دولة بمالها و رجالها و تاريخها و حاضرها

و مستقبلها . بيده ادوات القتل و البطش ، يصفق له الرعاع على بهلوانياته فيغتر اكثر و اكثر .

اضحك اما عليه و اما على نفسي و اما على كلامه و اما على اشياء لا استطيع تفسيرها !!!!!!

يؤم بالناس لا يفقه من القرآن و السنة شئ . يتحدث عن الرسول الكريم و لا يوقره و لا يصلي

عليه و كأنه يتناول اي شخص عابر لا قدسية له . يبحث في اشياء لا يدري معناها و لا يعرف

عنها شيئا . يشكك بالاحاديث و ليس عنده علم الحديث ، يتناول الخلافة و لا يعجب الا بالخلافة

الفاطمية التي لا يعرف الا اسمها . يذكر الصحابة كأنه واحد منهم أو كأنه اهم منهم !

كل شئ في الرجل و تصرفاته كانت تنبئ عن حالة شاذة في التاريخ العربي إن لم نقل في

التاريخ الانساني . عندما اختلف مع الحكام السعوديين بعث بطائرة الحججاج الى القدس

بالاتفاق مع اصدقائه اليهود . تحول من داع " اهوج " للقومية العربية الى داع للقومية

الافريقية . من عدو " ظاهرا " لايطاليا و الغرب الى صديق حميم . من مدع لازالة كيان

الاحتلال الى مطالب لدولة ثنائية القومية ! كنت الى ذاك الوقت اعتبر كل هذا من طفراته

الهوجاء الفاقدة للإتزان . حتى قرأت ان امه يهودية و هو حسب ديانة اليهود يهوديا .

تذكرت ان كل اعماله التي كان يدعي انها لخدمة الامة و قضاياها كانت وبالا على ليبيا

و على الامة ، من مساندته لقوى ارهابية لم تقم الا باعمال ضد شخصيات فلسطينية

و عربية و ضد مصالح لم تخدم سوى دولة الاحتلال . و انه اهدر المليارات في دعم

هذه المنظمات ، و غيرها من المنظمات التي كانت تعمل ضد مصالح الامة كالمنظمات

الانفصالية في جنوب السودان و دارفور . بالاضافة لاهدار الاموال في الدول الافريقية

حتى يمسك بأوراق قوية في تلك الدول و يتمكن من ابتزازها . توقفت عند المليارات

التي دفعها للدول الاوروبيه من اجل تكديس الاسلحة الكيماوية و الجرثوميه ثم امر

بإتلافها طوعا بلا ضغوط خارجيه . ماذا لو استعمل هذه الاموال لنهضة الاقتصاد

الليبي و بناء صناعات ثقيلة تكون اساسا لتطور البلاد و ثروتة تملكها الاجيال القادمة .

ماذا لو قدم تلك الاموال لمساعدة المحتاجين في ليبيا و البلدان العربية و الاسلامية

فهل سيبقى فقير في بلادنا ؟ لكن عندما علمت انه يهودي عرفت السبب و عرفت

ان من يهدر اموال الامة في غير نهضة الامة و رفعتها و تطورها و عمرانها

و رفع الظلم عنها انما هو كالقذافي يهودي بالنسب او يهودي بالتطبيق .

لقد هالتني القدرة على الكذب لدى الرجل و آل بيته" مالكي ليبيا ". كيف انهم يقتلون

ابناء الشعب و ينكرون . الاف الشهداء و عشرات الاف الجرحى و يقولون ان

الاوضاع مستتبة و ما هي الا الاعيب الإعلام ! كل العالم يعرف ما يقوم به من جرائم

و يدعو العالم للحضور و التأكد بأن الامور مستقرة . الكل يعرف ان الشعب الليبي

شعب متدين بصفة عامة و هو يقول انهم يتعاطون المخدرات . الكل يعرف ان الشعب

الليبي شعب معتدل وسطي بينما هو يقول ان الشعب الليبي يعمل لحساب منظمات "ارهابية ".

لا ادري من أين جاءت للعقيد " مشوه العقل و الفكر و العقيدة " كل هذه الالاعيب السياسيه ،

و هو الذي يعرف السياسة بلغة التهديد و الوعيد و القتل ، ربما يأتي يوم نكتشف فيه ان

القذافي لم يكن يدير الدولة بمفرده كما نعتقد ، بل ان قومه من العبرانيين كانوا خلفه .
[/size]