القاهرة – الرسالة نت
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل إلى الخروج من جدلية محور المانعة ومحور الاعتدال في العالم العربي، داعيا إلى محور عربي جديد يدعم المقاومة والممانعة، وفي ذات الوقت يتبنى الاعتدال الإيجابي والمنطقي.
وقال مشعل خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية وممثلي الصحف العربية في القاهرة (7/5): "نحن والإخوة في فتح اقتربنا من بعضنا، وخرجنا جميعا منتصرين في هذه المصالحة".
وأضاف مشعل في معرض حديثه للإعلاميين المصريين عن المصالحة بأن ثم "حرص متبادل من الجميع يحول دون العودة إلى الوراء ويسهم في تنفيذ الاتفاق، ويحدده سلوك حماس وفتح معا، إضافة استمرار الدور المصري والعربي في رعاية تطبيق المصالحة"، مشيرا إلى أن القاهرة تشكّل الآن فريقا مصريا وعربيا لرعاية تطبيق الاتفاق.
وردا على سؤال توقع رد الفعل الصهيوني على المصالحة واحتمالية تنفيذ اغتيالات بحق القيادات الفلسطينية، قال مشعل إن الاحتلال الصهيوني قد يفعل أي شيء لخلط الأوراق وإرباك الساحة الفلسطينية، "فكل شيء متوقع من عدونا".
وبشأن المرحلة المقبلة وما اذا كانت حماس ستشارك في الانتخابات الرئاسية المتفق عليها، وطرح مشرح لها للرئاسة، قال مشعل إن "هذا سابق لأوانه ولم نبحث هذا الأمر في أطرنا القيادية".
المعتقلون السياسيون في الضفة واستمرار اعتقالاتهم، شأن طرقه أكثر من صحفي خلال اللقاء، وحول هذا الأمر قال مشعل: "الاعتقالات والاستدعاءات في الضفة تتنافى مع روح المصالحة، فالبعض غير مسرور بالمصالحة، وهو أمر غير مقبول ولن نقبل بالخطأ".
وعما إذا كان سيزور قطاع غزة، في ظل أجواء المصالحة، قال مشعل هذا أمر سابق لأوانه، ولكني اتطلع شوقا لزيارة غزة في الوقت المناسب".
جدير بالذكر أن اللقاء ضم رؤساء تحرير كبريات الصحف المصرية من بينها الأهرام، وروز اليوسف، والأخبار، والشروق، وأكتوبر، والجمهورية، والمصري اليوم وغيرها من وسائل الإعلام".
على ذات الصعيد قال مشعل إنه لا مانع لدى حماس من أن يستفيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المصالحة والمقاومة في سبيل تحقيق المصالح الفلسطينية، مشيرا إلى أن حماس تنازلت عن الشكليات من أجل الوصول إلى الأشياء المهمة.
وأوضح مشعل في مقابلة مع الجزيرة أنه لا مانع لدى حماس من أن يستفيد عباس من الاتفاقية للضغط على أميركا وإسرائيل، وأكد أن الاستفادة من المقاومة مطلوبة أصلا للتوصل إلى الحقوق الفلسطينية.
وعند سؤاله عن قبوله بالجلوس بين الحضور بعد رفض عباس أن يجلس إلى جانبه، رد مشعل بأنه "عندما يتوقف الطرف الآخر عند قضايا، لا أقول شكلية، لأنها ليست كذلك إذ هي التي تعطي الرسالة الحقيقية بالمصالحة، وعندما يريد الطرف الآخر ألا يحترم هذا المنطق، وتصل الأمور إلى حد أنها يمكن أن تفسد، اخترنا أن لا نفسد على الشعب الذي ينتظر المصالحة وعلى مصر التي قامت بجهودها".
وأوضح أن حماس تجد تفسيرا لذلك "ونحن مستعدون لدفع الثمن، وسنتحمل الكثير من أجل شعبنا"، مضيفا أنهم يريدون فتح صفحة جديدة "وعفا الله عما سلف".
وقال "أرى أننا كلنا سنستعيد روحنا الحقيقية، وفتح ستعود إلى روحها، ونتنياهو عامل مساعد لأنه أوصد الأبواب".
الخطوة التالية
وفي حديثه عن الخطوة التالية لتوقيع الاتفاق، قال مشعل إن اجتماعا جرى بعد إعلان المصالحة بين حماس وفتح للحديث عن الخطوة التالية، فاتفقوا على ثلاث نقاط أولاها البدء بالإفراج الفوري عن المعتقلين.والثانية -يضيف مشعل- تحديد موعد لاجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية.
أما الثالثة فتحديد موعد للبحث التفصيلي بين فتح وحماس مع بقية الفصائل للتوافق على تشكيل الحكومة وبقية القضايا كتشكيل اللجنة الأمنية العليا وقضايا الأمن.
وفي إشارة عابرة علق مشعل على وجود بعض العراقيل "وكأن بعض الفلسطينيين غير مسرور بالاتفاقية"، منبها إلى أنهم أبلغوا ببعض الاعتقالات أمس.
ولكن خالد مشعل مع ذلك تمسك بروح التوافق، ورأى أن الاتفاقية تبدأ بمرحلة انتقالية تكون القرارات أثناءها بالتوافق، حتى تقود إلى الحالة الطبيعية، وهم يأملون أن يعبروا إليها بدون اعتقالات وبدون تعذيب.
ظلال الثورة
وأشاد مشعل بما سماه روحا جديدة لدى المصريين في التعامل مع حماس، وقال إن "ظلال الثورة المصرية حاضرة في المشهد الفلسطيني وفي مشهد المصالحة".
ورأى أن نقطة الاختراق في اتفاقية المصالحة كانت في تجاوز الحساسية التي كانت في الماضي في التعامل مع ملاحظات حماس واستدراكاتها على الورقة المصرية.
وقال مشعل إن التعامل معهم تغير "ونرجو أن نرى هذا التغيير في التعامل مع إسرائيل، وفي معبر رفح وفي قيادة مصر للسياسة العربية". وأبدى أمله في أن ترسم مصر إستراتيجية جديدة وتقود سياسة عربية للتعامل مع العدو، مشيرا إلى أن "الروح في مصر ليست بعيدة عن هذا".
وقال إن حماس لا تطالب مصر بحرب، بل استعداد للمستقبل، وأضاف أنه لا بد لمصر من أن تتعافى داخليا أولا حتى تصل إلى استقرار وبناء اقتصادي ونهضة تسمح لها بأن تطور أداءها السياسي.
وثمن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مشاركة كل العرب وبعض الدول الإسلامية في الوصول إلى المصالحة ورأى أنها كلها لعبت أدوارا، منبها إلى أن مصر وهذه الدول هي التي تشكل ضمانا لوصول الاتفاق إلى أهدافه.
إبداع فلسطيني
وعلق مشعل على مسيرة 15 مايو/أيار المنتظرة، فقال إنها "إبداع فلسطيني تعيدنا إلى جذور القضية"، وأضاف أنها تثبت أن "الشتات لا بد أن يأخذ دوره في القضية".
واعتبرها جزءا من ربيع العرب وامتدادا للثورات العربية، ورأى أن اختيار تاريخ النكبة 15 مايو/أيار يعيد الشعب إلى جذور قضيته.[center]