عندما يلتقي المفاوض الرسمي الفلسطيني مع شريكه في اتفاق اوسلو أو مع
الراعي الاساس في عملية المفاوضات ، و مع المبعوثين الدوليين ، هل يتحدث عن
الاسرى ؟ من غير الواضح انه يفعل هذا و إن فعل فعلى استحياء و من
باب التمني و ليس الاصرار . بينما " الأسرائيلي " لا يترك فرصة في لقاءات
ثنائية مع العرب و غير العرب ، و في كل المناسبات و على كافة المستويات
إلا و يتحدث عن الجندي شاليط ! كل زائر رسمي او غير رسمي يأتي الى المنطقة
يتم استغلاله لطرح موضوع اطلاق شاليط . بعض الفلسطينيين و العرب تدخلوا
من اجل شاليط . معظم الهيئات الدوليه وعلى رأسهم الامين العام للامم المتحده
طالب الفصائل بإخلاء سبيله . فيما الواجب الوطني و الاخلاقي و الانساني يقتضي
من الهيئات الرسميه الفلسطينيه ان تمتنع عن اي شكل من اشكال التفاوض في ظل هذا الكم
الهائل من ابناء الشعب الفلسطيني اطفالا و نساء و شيوخا داخل المعتقلات الصهيونيه ،
تمارس بحقهم كل التجاوزات التي تحرمها القوانين و الشرائع السماوية و الدوليه .
8500 أسير و أسيرة موزعين في 25 معتقلا يواجهون أشكال و الوان من العذاب
و السادية التي قل نظيرها في التاريخ البشري . 788 محكومين بالسجن مدى الحياة .
316 أسير ممن جرى على تسميتهم ( أسرى قدامى ) مضى على اعتقال أقل أسير منهم
17 عاما .و أقدمهم دخل عامه 33 كما هو حال الاسيرين نائل و فخري البرغوثي .
يبلغ عدد الاسيرات في السجون " الاسرائيليه " 36 أسيرة بعد الافراج عن 21 اسيرة
في 1.10.2009 مقابل شريط فيديو لشاليط . منهن 5 أسيرات محكومات بالمؤبد .
وواحدة 27 سنة ، و أثنتان 25 عاما ، و ستة بين 11 الى 17 عاما .
هناك اسرى معزولون كليا عن العالم في زنازين انفرادية تسببت لدى بعضهم بأمراض
مزمنه و قاتله ، و مهددون بالموت نتيجة العزل و التعذيب ، و لقد استشهد
احدهم في 14-6-2010 و هو رائد ابو حماد من القدس .
يوجد مجموعة كبيره من الاشقاء و عدد كبير من نفس العائلة مأسورين في سجن واحد
أو في معتقلات مختلفه . بعض المعتقلين يعانوا من
امراض خطيرة كالسرطان و الفشل الكلوي و ضغط الدم و القلب . و هناك أسير مريض
محكوم مدى الحياة عمره 82 عاما هو سامي يونس من فلسطينيي 48 امضى حتى
الآن 27 عاما في الاسر . هذا الاستعراض السريع يعكس طبيعة موجزه عن عدد
الاسرى و محكومياتهم ، أما آلامهم فلا يمكن ايجازها لما يعتريها من انتهاك صارخ
لكرامة الانسان ، و انتهاك للقانون الدولي و مقررات جنيف بشأن الاسرى في ظل الاحتلال .
نحن امام واقع مؤلم و مسؤولية اخلاقيه نحو الاسرى . و نحو عائلاتهم . أكثر من نصف
الاسرى متأهلون و لديهم اولاد . بعضهم ترك اولاده صغارا و تزوجوا و هم في السجن .
و لان الاسرى اعتقلوا و هم يؤدون واجبهم الوطني تجاه شعبهم و امتهم فإننا مطالبون
كأفراد و جماعات ، مؤسسات و منظمات سياسيه و اهليه ان نولي قضيتهم ما تستحقها
من الاهتمام ، و ان نجعل قضيتهم في مقدمة القضايا في كل المحافل و على كل المستويات
حتى يطلق سراحهم بلا استثناء ، و يجب ان نعمل
على كسرالمعايير " الاسرائيليه " بشأن تقسيم الاسرى بين اسرى خطرين و آخرين غير
خطرين . و إلا فإن المجتمع " الاسرائيلي " بسياسييه و عسكرييه و مستوطنيه
هم خطر كونهم مشتركون بأعمال ادت و تؤدي لقتل المواطنين الفلسطينيين الذين يرزحون
تحت الاحتلال البغيض . ليس من المنطق و المعقول ان يبقى ملف الاسرى مؤجلا و هم
يعانون كل انواع الظلم و التعذيب الجسدي و النفسي ، و يجب على الفصائل ان تتبع اساليب
خلاقة تؤدي لتحرير الاسرى ، و جعل دولة الاحتلال تفكر مليا عندما تعتقل الفلسطيني .